فطام الطفل

كانت الأمهات قبل ذلك يرضعن أطفالهن حتى العام الثاني ويتم فطام الطفل بسرعة عن الثدي وكن يرضعن مواد مرة وفي نفس الوقت غير ضارة على الثدي ليشمئز الطفل منه ويكره الرضاعة منه أو يفصله عن أمه بإنزاله ضيفاً على بعض الأقارب كبيت الأخ أو بيت الأخت وهذه الطريقة تساعده على انقطاع الطفل عن ثدي أمه بسرعة كبيرة لكن هذه الطريقة بكل تأكيد تؤلمه نفسياً وتسبب له صدمة نفسية عاطفية لأن الرضاعة ليست عملية غذائية فحسب وإنما هي إلى جانب ذلك توفر له إشباع حاجاته العاطفية كالحنان والطمأنينة والدفء العاطفي من جانب أمه... ولكي يفقد كل ذلك وبسرعة وبدون سابق مقدمات فإنه قد يؤثر على صحته العامة ونرى أن عملية الفطام وإقباله على الجديد من الأطعمة ليس بالشيء السهل فنره هزيلاً ضعيفاً ويصبح عرضة للأمراض إن لم تتدارك الأم هذا بإعطائه مزيداً من الحنان والعطف والاهتمام بتغذيته حسب ما يوصي به المختصين في هذا الشأن.
طريقة الفطام التدريجية:
إذا عودت طفلك عزيزتي الأم على شرب الحليب من الفنجان وكذلك على الأكل بطرف الملعقة منذ 4-5 شهور من عمره ذلك إلى جانب الرضاعة الطبيعية من الثدي فإننا بذلك نسهل عملية ومرحلة الفطام ونجعله يتخطاها بسهولة وبدون مشاكل كثيرة تذكر.
وإذا اتبعت الأم رضاعة الثدي وأدخلت الأطعمة المقترحة والمناسبة لسن الطفل ونموه تدريجياً فبهذا تتمكن من تخفيف الرضاعة تدريجياً وهكذا يتم الفطام بعد أشهر حسب حالة الطفل ويتم الفطام بالتالي بشكل طبيعي لا يشعر فيه الطفل بالانتقال المفاجئ والمزعج لمزاجه لأنه تعود أكل أطعمة غير الحليب وبدأ يتلذذ بطعمها وهو ما زال يرضع ثدي أمه ولا بد أن يصل وقت بعد العام الأول بعدة شهور يمكن فيه للأم أن تستغني شبه نهائي عن رضاعة الثدي دون أن يشعر الطفل بالفارق الذي يشعر به إذا فطم فجأة ثم بعد ذلك إذا كان الاستغناء شبه نهائي بالنسبة للرضاعة من الثدي كأن يأخذ رضعة واحدة في الليل أو بحد أقصى رضعتين فإنه يمكن أن يتحول إلى استغناء نهائي في السن المناسب وعندما تكون حالة الطفل الصحية مناسبة وبإتباع هذا التدريج نستطيع أن نفطم الطفل فطاماً كاملاً وفي هذه الطريقة التدريجية راحة للأم والطفل معاً فنحن نعلم أن الرضاعة وامتصاص الطفل لثدي الأم تزيد من إنتاج الحليب في الثدي وتكثر بالطبع من عملية إدرار الحليب... وإذا قلت عدد مرات الرضاعة من الثدي تدريجياً تقل معها عملية إدرار الحليب تدريجياً أما إذا تم الفطام بسرعة فيمكن أن تتألم الأم من احتقان ثدييها وذلك لتراكم وتجمع الحليب الأمر الذي قد يخلق لها المتاعب ويضطرها إلى تعصيير ثدييها باستمرار أو إلى تناول الأدوية لوقف إدرار الحليب وهذا مالا نشجعه أو نوصي به وذلك لوجود بعض الأعراض الجانبية لهذه الأدوية والتي نحن في غنى عنها.
متى يتم الفطام؟
حاولي عزيزتي الأم أن يتم الفطام في أي فصل من فصول السنة عدا فصل الصيف الذي يكون حاراً في كل البلاد العربية والوقت الذي يمكن للأم أن تستغني فيه كلياً عن رضاعة الثدي يكون بعد العام الأول بعدة شهور قلائل وهناك عدد من الأمهات يفضلن الاستمرار بالرضاعة من الثدي حتى يبلغ الطفل منتصف عامه الثاني أي حوالي 18 شهر ولا بأس في ذلك... أما عن تحديد وقت الفطام فإنه يتوقف على عوامل كثيرة غير درجة حرارة الجو ومن أهم هذه العوامل صحة الأم وكذلك صحة الطفل..
يجب على الأم أن تتذكر دائماً أن الرضاعة في الأشهر السنة الأولى ضرورية جداً للطفل وعلى الأم أن تحاول إرضاع الطفل من ثدييها في هذه المدة وألا تقدم على فطامه فطاماً كاملاً في هذا السن غلا لأسباب قوية جداً وخارج عن إرادتها ولكن في هذا السن وهو سن الستة أشهر أو اقل أي أربعة أشهر فإنه يمكن إدخال بعض الأطعمة اللينة ذات القوام المناسب لسن الطفل في هذا العمر كالمهلبية والجيلي وغيرها من الأطعمة..
هل يفطم الطفل عن طريق الفنجان أو القنينة؟
الطريقة المثالية للفطام أن يعود الطفل شرب الحليب من الفنجان قبل أن يفطم من الثدي فبعد الشهر السادس تعطي الأم طفلها قليلاً من الحليب في فنجان القهوة الصغير أو فنجان خاص لهذه الغاية متوفر في الأسواق والصيدليات ولكن إذا فطم الطفل عن الثدي في الأشهر الأولى لأسباب اضطرارية جداً فيجب أن يكون الفطام من الثدي إلى القنينة ويتم فطامه من القنينة إلى الأطعمة ذات القوام المناسب لسن الطفل بعد العام الأول وبدون تدخل الأم قد يفطم الطفل نفسه عنها ويرفضها أي يرفض القنينة في الأشهر الأولى من عامه الثاني... على أن تكون قد أدخلت الأم في خلال عامه الأول كثير من أصناف الأطعمة مع أخذ القنينة أي فطام مبدئي أو أولى ثم بعد العام الأول بقليل يكون الفطام الكامل...
تغذية الطفل:
بعد الفطام عن الثدي يصبح الطفل قادراً على الأكل وخصوصاً إذا كانت الأم تتبع طريقة إعطاء كعام إضافي للطفل غير الحليب منذ الشهر الرابع من العمر وتغذية الطفل في هذه المرحلة من سن إلى ثلاث سنوات مهمة جداً بالنسبة لنموه لأنه بحاجة ماسة التي تبني جسمه وتزيد من قواه البدنية والعقلية إنها مرحلة الانتقال من الاعتماد على ثدي الأم في أخذ الغذاء إلى مرحلة الاعتماد على ما يقدم إليه من غذاء خارجي يتناسب مع عمره ومتطلبات نموه إنها مرحلة انتقال الطفل من الاعتماد التام على الأم إلى طلب الاستقلال وإذا كان الطفل قد نما بحيث أصبح قادراً على إطعام نفسه إلا أنه لا يستطيع بعد تناول طعام العائلة بكل أنواعه مع أننا نلاحظ في الآونة الأخيرة أنه بعد الفطام يجلس الطفل مع العائلة على المائدة متناولاً كل ما يأكلونه ولكن الأصح أن يكون للطفل طعامه ووجباته الخاصة والذي يجب على الأم أن تهتم وتعتني بوجبات طفلها بنفس العناية التي تعطيها لوجبات العائلة إن لم يكن أكثر ولا مانع للأم أن تعطي طفلها القليل من وجبات العائلة بطرف الملعقة وبكمية مقننة وبسيطة جداً ولا تعتبر الأم طفلها في هذا العمر فرداً من العائلة الكبار فتعطيه كميات كبيرة أو أنواع من الأطعمة صعبة في هضمها وامتصاصها ظناً منها أن هذا سوف يساعد على نموه بسرعة ولا تعرف أن هذا سيسبب له كثيراً م اضطرابات الهضم وأعراض كثيرة مثل القيء والانتفاخ وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي ونحن في غنى عن ذلك في هذه المرحلة وبتصرفنا هذا مع الطفل قد يجعل الإحساس بكره الطعام يتسرب إلى نفس الطفل الصغير..
إن الطفل في هذه المرحلة الانتقالية أكثر ما يكون تعرضاً لسوء التغذية مما يضعف مقاومة جسده للجراثيم وتكون النتيجة احتمال إصابته بنوبات الإسهال والنزلات الشعبية مما يؤثر على نموه.. ولذلك يجب على الأم أن تحافظ على ابنها وفلذة كبدها فتأخذ بالأسباب حتى لا يتعرض طفلها لمثل هذه الإصابات والأمراض وقي الله طفلنا العزيز أضرارها..

إن الفطام في منظار الصحة النفسية للطفل مجرد تحول في أسلوب الغذاء، فالفطام يعرف بأنه إدخال طعام خارجي مع لبن الأم وهو بالإضافة لهذا تطور نفسي لكل من الأم ورضيعها، وهذا التطور ضروري لنمو ذاتية الرضيع وتفتّح شخصيته، ودخوله إلى عالم "الذين كبروا" وراحوا يخدمون أنفسهم بأنفسهم.

والطريقة المثلى للفطام بشكل عام تعتمد على التدريج، وعلى مدى شهور طويلة وليس شهر أو اثنين أو يوم أو يومين، بحيث تكون كافية لتحويل الرضيع من الاعتماد على حليب الأم أو الصناعي فقط، إلى الاعتماد على الطعام العادي في المقام الأول، ثم على حليب غير حليب الأم.

وعادة يكون العمر المناسب لبداية الفطام، ما بين أربعة وستة شهور، وهذا إذا اعتمدنا التعريف السابق للفطام بكونه إدخال طعام خارجي للطفل مع لبن الأم فلابد من التأكيد هنا على أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل للوليد؛ فمن أهم فوائدها الكثيرة أنها تقوي جهاز مناعته ضد كثير من الأمراض الفتاكة، إضافة إلى أنها تقوي الرابطة العاطفية بين الأم والطفل، وعند الظروف الخاصة والقاهرة؛ مثل فقد الأم أو مرضها، أو طبيعة خروجها للعمل، أو عند وجود توأم؛ تكون الرضاعة المختلطة أو الصناعية هي البديل الأنسب.

وقبل أن أتحدث عن الطريقة المثلى للفطام لا بد من مراعاة بعض العوامل عند بداية الفطام وهي:

1- تجنب البداية خلال الشهور الصيفية؛ وذلك حتى نجنب الطفل خطر الإصابة بالنزلات المعوية.
2- يجب أن يكون الطفل بصحة جيدة، فيجب ألا تبدأ مع طفل يعاني من أي أمراض مثل الهزال، أو سوء التغذية، أو النزلات المعوية، أو الحمى.
3- يجب ألا يبدأ الفطام سريعا، دون تدرج، حتى لا يصاب الطفل بالاضطرابات الهضمية، أو النزلات المعوية.
4- مراعاة النظافة؛ وذلك لأن الطفل سينتقل من مصدر واحد للتغذية سواء حليب الأم المعقم، أو الحليب الصناعي، إلى مصادر أخرى عديدة ومتنوعة، يسهل تلوثها، ويصعب المحافظة على تنظيفها، وعلى هذا يجب على الأم غسل اليدين جيدا قبل تغذية الطفل، وغسل آنية الطعام جيدا، وكذلك حفظ الطعام بعيدا عن مصادر التلوث.
5- الدعاء الخالص للطفل أن يقويه الحق سبحانه على تجاوز هذا المنعطف في حياته، وللوالدين؛ خاصة الأم، أن يعينها، ويصبرها على تحمل مشاق الفطام.

والآن تعالي معا شهر بشهر وخطوة خطوة لفطام نموذجي صحي ويمكن تقسيمه بالشهور لسهولة التطبيق ونبدأها من الشهر الرابع:

أولا: الشهور من أواخر الرابع إلى الخامس:
يمكن إدخال الأغذية التالية بالإضافة للرضاعة الطبيعية: الزبادي منزوع الدسم، البسكويت، المهلبية، ويتم ذلك باستبدال رضعتين: الأولى بأكلة مهلبية، والثانية بأكلة زبادي مع بسكويتة خفيفة.

ثانيا: الشهر السادس:
يمكن إدخال الفواكه المهروسة، الخضار المهروس، العسل الأبيض، الأرز، بالإضافة إلى المهلبية، الزبادي، البسكويت.
ويراعى تقشير الفواكه والخضروات بعناية، وتنقيتها من البذور، وتفرم أو تهرس، وعادة يطهى الخضار أو يسلق على البخار، أو في الماء؛ فتؤخذ واحدة بطاطس + واحدة جزر + واحدة كوسة + نصف ملعقة أرز + لتر ماء، وتغلى لمدة 45 دقيقة على الأقل، على نار هادئة، ثم تصفى وتهرس جيداً، ويضاف القليل من الملح والليمون.

مع ملاحظة أن الطفل يكتفي بخمس وجبات اعتبارا من هذا الشهر، فتستبدل ثلاث رضعات: الأولى بوجبة مهلبية، والثانية بوجبة شُربة خضار، والثالثة بوجبة زبادي مع ملعقة عسل أبيض وبسكويت مع تفاح مبشور أو مهروس أو مفروم.

ثالثا: الشهر السابع:
نبدأ في هذا الشهر بإدخال اللحوم (البيضاء والحمراء)، الكبدة، الجبن القريش، المربى، بالإضافة لما سبق.
مع مراعاة أن هذه الأصناف لا تقدم للطفل كلها دفعة واحدة؛ بل تقدم واحدة بواحدة، فتبدأ بما يستسيغه الطفل، دون ظهور أية أعراض جانبية، ثم ينقل إلى الصنف الثاني، فالثالث، وهكذا، وتبقى عدد الوجبات خمس وجبات، منها رضعتان صافيتان.

رابعا: الشهران الثامن والتاسع:
نفس نوع الغذاء السابق. ويضاف مع الخضار بعض الأرز أو العدس، بحيث يهرس الخضار بالشوكة، ولا يصفى حتى يتعود الطفل على الأكل سميك القوام بالمعلقة.
ويكون عدد الوجبات 5 وجبات، منها رضعة واحدة صافية، والأخرى مع الغذاء.

خامسا: الشهور من العاشر حتى الثاني عشر:
يبدأ تناول أصناف طعام الأسرة العادي، واللبن، مع حليب الأم بحيث تبقى هناك رضعة واحدة صافية، ويفضل أن تبدأ محاولة استعمال الكوب لشرب اللبن.

سادسا: بعد الشهر الثاني عشر:
نفس نوع الغذاء السابق، ولكن تصبح الوجبات أربعا، وبالنسبة للرضاعة تستمر رضعة واحدة حتى الفطام الكامل، حسب رغبة الطفل، ولن تجدي هناك مشكلة -إن شاء الله- في سحب الرضعة الوحيدة بالتدريج.

وختاما إليك بعض النصائح الغذائية العامة لتساعدك في فطام طفلك:
1- لا تعطي الطفل أكثر من صنف جديد في المرة الواحدة، بل تقدم واحدة بواحدة فقط. فتبدئي بما يستسيغه الطفل، دون ظهور أعراض جانبية، ثم ينقل إلى الثاني، وهكذا.
2- يستمر نظام الأربع أكلات، حتى الفطام الكامل عند عمر سنة ونصف إلى سنتين.
3- الحلوى والشيكولاتة لا تعطى إلا بعد الوجبات مباشرة، حتى لا تفسد الشهية.
4- تجنبي إعطاء الطفل المشروبات والمأكولات المثلجة؛ لما تسببه من اضطرابات معدية ومعوية بالإضافة لاحتوائها على الكافيين الذي يسبب الأرق.
5- تجنبي إعطاء الطفل الأغذية المحفوظة، للسبب ذاته، بالإضافة لاحتوائها على المواد الحافظة المضرة بنمو أجهزة الطفل مثل الكبد والكلى.
6- تجنبي إعطاء الطفل لحوم الحيوانات الصدفية مثل الجمبري وأبو جلمبو (الكبوريا) وأم الخلول، لما تسببه من الإسهال والقيء والحساسية الجلدية.
7- أفضل الفواكه المناسبة للطفل هي الكمثرى، والموز والبرتقال والتفاح؛ وذلك لأنها سهلة الهضم. ويراعى عدم إعطائها بين مواعيد الوجبات حتى لا تضعف الشهية.
8- يجب التنويع في أصناف الأكل من يوم لآخر؛ منعا للسأم وضعف الشهية.
9- تجنبي تغذية الطفل دون إرادته حتى لا يكره الطعام؛ فربما يكون به مانع مرضي مثل التهاب اللثة، أو في مرحلة التسنين، أو التهاب الحلق.
10- حتى نهاية العام الأول؛ تجنبي إعطاء الطفل: حليب البقر، التوابل والبهارات، والمكسرات، وزلال البيض.
11-حتى عمر ستة شهور، تجنبي إعطاء الطفل: الأغذية السابقة؛ وهي التوابل والبهارات، والمكسرات، وزلال البيض، بالإضافة إلى العسل، والأطعمة الدسمة الدهنية.

فطام الأطفال Weaning

الفطام هو المرحلة التي يبدأ فيها الطفل الاعتماد على مصادر أخرى للتغذية بدلا من الاعتماد الكلى على الرضاعة الطبيعية. و يجب التأكيد على أن الفطام عملية تدريجية تحتاج للصبر و الفهم الجيد من الأم.

ما المقصود بالضبط بالفطام؟
لا يقصد بالفطام الامتناع الكلى عن الرضاعة الطبيعية فقط كما هو مفهوم عند الكثير. فكلمة الفطام يقصد بها اكثر من معنى. و أي من التغيرات الآتية يطلق عليها فطام:

التحويل من الرضاعة الطبيعية إلى الرضاعة من زجاجة ( بيبرونة ).

التحويل من الرضاعة الطبيعية أو بيبرونة إلى الطعام الغير صلب ( لين ).

التحويل من الرضاعة الطبيعية أو البيبرونة إلى الطعام الصلب.

متى يبدأ الفطام؟
توصى منظمة الصحة العالمية بالاعتماد الكلى في تغذية الطفل على الرضاعة الطبيعية فقط خلال أول 6 شهور من عمر الطفل. و ذلك بالطبع مع المتابعة الدورية للطفل للتأكد أن نمو الطفل في المعدل الطبيعي حيث تتم متابعة الطبيب لوزن الطفل و طوله و محيط الرأس. فإذا كان معدل نمو الطفل جيد ينصح بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط طوال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل. أما إذا كان معدل النمو بطئ فيحدد الطبيب التوقيت المناسب لبدء إدخال أطعمة أخرى بجانب الرضاعة.


و إلى جانب الأطعمة التي تبدأ الأم إدخالها للطفل تستمر في الرضاعة الطبيعية حتى سنتان على الأقل حتى يستفيد الطفل بالعناصر الغذائية الهامة الموجودة بلبن الأم و التي يصعب تعويضها.

و يكون الفطام اكثر سهولة إذا كان الطفل يأخذ حليب صناعي بجانب حليب الأم. لذلك يجد البعض فكرة جيدة أن تبدأ الأم إعطاء الطفل حليب الثدي بعد وضعه في زجاجة الرضاعة ( بيبرونة ) عند حوالي 4 – 7 شهور لتسهيل عملية الفطام فيما بعد.

كيف تبدأ الأم الفطام ( إدخال وجبات إضافية للرضاعة الطبيعية ) ؟
يفضل البدء بعصير الفاكهة الطازجة حتى يكون مذاقها مقبول للطفل و لا يرفض الطعام من البداية. و يتم إعطاء 5 مل ( ملعقة صغيرة ) من عصير الفاكهة ثم تزداد الكمية تدريجيا حتى تصل إلى 60 مل أو حسب حاجة الطفل.


و يجب أن نبدأ بنوع واحد فقط من الفاكهة و زيادة كميته تدريجيا كل يوم ثم إدخال نوع جديد بعد أسبوع، حتى يتم ملاحظة إذا سبب أي نوع من الفاكهة حساسية ، إسهال، أو إمساك للطفل.


بعد الفاكهة يتم إدخال الخضروات المهروسة ( بطاطس، جزر، كوسة ). ثم يعطى الأرز، صفار البيض ( مسلوق )، الدجاج و اللحوم ( بعد سلقها و ضربها في الخلاط )، الجبن. و تعطى كل تلك الأطعمة في سن 6 اشهر. ثم يعطى السمك و الزبادي و باقي الأطعمة.


و يجب تجنب الأطعمة الآتية للطفل:

قبل سن عام: بياض البيض، الفراولة، الشيكولاته، الفول، اللبن البقري، عسل النحل.

قبل 3 سنوات: الجزر الغير مطهي، الفشار، حبوب العنب، الحلويات الصلبة مثل المصاصات و البمبونى.

قبل 5 سنوات: المكسرات.

كذلك يجب تجنب الملح و السكر الزائد في الطعام.


و إذا سبب أحد أنواع الأطعمة طفح جلدي أو إسهال أو إمساك للطفل، يجب الابتعاد عنه لفترة ثم معاودة إعطاءه بعد فترة. كذلك إذا رفض الطفل نوع معين من الأطعمة يجب إيقافه لفترة ثم معاودة إعطاءه مرة أخرى بعد عدة أسابيع.


و يجب أن يكون هناك تدريج في الطعام المقدم للطفل من حيث القوام. ففي البداية يكون الطعام في صورة عصير سائل، ثم تبدأ تجعله الأم مهروسا ليزداد قوامه حتى تصل في النهاية لإعطائه الطعام الصلب.

كيف تعرف الأم أن الطفل مستعد لإدخال الأطعمة الصلبة ؟
تعرف الأم أن الطفل مستعد لإعطائه الأطعمة الصلبة و بدء جعلها وجبة أساسية له إذا لاحظت الآتي:

يبدأ الطفل في اختطاف الأطعمة الصلبة و محاولة الحصول عليها عند رؤيتها.

يبدو على الطفل عدم الاهتمام أثناء الرضاعة ( ملهى، غير منتبه، ينظر حوله، يتحرك كثيرا، يلعب بملابس الأم ).

يبدأ الطفل يرضع لفترة اقل من المعتاد ثم يتوقف عن الرضاعة.

يوجد فعل منعكس طبيعي لدى الطفل و هو أن يقوم بإزاحة أو دفع أي شئ يوضع في فمه ليخرجه من الفم. فإذا لاحظت الأم هذه العلامة لدى الطفل فهذا يدل أنه غير مستعد بعد لبدء إدخال الأطعمة الصلبة، و هذا يعنى أن تؤجل الفكرة قليلا.

كيف تجعل الأم الفطام اكثر سهولة ؟

إشغال الطفل بلعب مسلية أو نزهة في الوقت المعتاد له للرضاعة.

تغيير المكان المعتاد للطفل للرضاعة.

إذا كان الطفل اقل من عام يبدأ تعويده على إعطاء الحليب في زجاجة أو كوب.

إذا لوحظ بعض العادات الجديدة على الطفل مثل مص الأصابع، لا يجب على الأم أن تعترضه فهو يحاول فقط أن يؤقلم نفسه على الوضع الجديد.

يجب ملاحظة عدم بدء الفطام في الفترات التي يكون فيها الطفل غير مستعد و يواجه بعض التغيرات مثل التسنين.

اختيار أكواب و أطباق ذات ألوان و أشكال جذابة تلفت انتباه الطفل. و يفضل جعل الطفل يختار الأطباق و الأكواب بنفسه.

لا يجب أن تبدى الأم انزعاج إذا لعب الطفل بالأطباق و الأكواب قبل وضع الأكل بها.

كيف يتم فطام الطفل نهائيا ؟
يوجد عدة طرق لفطام الطفل نهائيا أي الاستغناء التام عن الرضاعة، و هي:

الفطام المفاجئ ( الحاد ) Abrupt weaning
و يعنى إنهاء الرضاعة كلية مرة واحدة دون أي مقدمات. و تكون بالطبع صعبة على الطفل و الأم. و أحيانا يضطر لاستخدامها بسبب مرض الأم و عدم قدرتها على الرضاعة. و تكون هذه الطريقة مناسبة إذا كان الطفل تتم رضاعته 3 مرات أو اكثر يوميا.

الفطام التدريجي Gradual weaning
حيث يتم استبدال الرضاعة الطبيعية بالطعام وجبة واحدة أسبوعيا ( غالبا تكون وجبة منتصف اليوم ) حتى يتم الوصول تدريجيا إلى الاستبدال الكلى للرضاعة الطبيعية و الاستغناء عنها بوجبات طعام صلب. و يفضل جعل وجبه قبل النوم آخر وجبة يتم الاستغناء عنها. و تكون هذه الطريقة مناسبة إذا كان الطفل تتم رضاعته مرتان أو اقل يوميا. و في هذه الطريقة قد تحتاج الأم إلى إفراغ الثدي من اللبن حتى لا يحدث ألم بالثدي.

الفطام الجزئي Partial weaning
حيث تتم الرضاعة مرة أو اثنان فقط أثناء اليوم و استبدال باقي الوجبات بالطعام الخارجي.

الفطام الطبيعي Natural weaning
تعتمد تلك الطريقة على ترك الحرية الكاملة للطفل حيث يختار بنفسه التوقيت لإيقاف الرضاعة. و بذلك يمكن أن يحدث الفطام مفاجئ أو تدريجي حسب اختيار الطفل.
فطام الطفل له أسس علمية







* جدول لفطام الطفل بلا مشكلات
* التدريج مع تناول الوجبات أفضل من المفاجأة

لأن عاطفة الأمومة تقوم على الحنان والعطاء، حيث ترغب كل أم فى أن تمنح طفلها كل ما يريده، نجد أن إقبالها على خطوة فطامه يعد مرحلة صعبة للغاية، وعليها أن تواجهها بكل حسم وحزم دون أن تستسلم لضعف قلبها الحنون تجاه صغيرها.

وذلك لإيمانها بأنه على الرغم من قسوة هذا القرار عليها وعليه، إلا أنه أمر طبيعى وضرورى لنمو ذاتية طفلها، ولها أيضا فى أن تحقق حلمها برؤية وليدها ينمو يوما بعد الآخر حتى يدخل عالم (الذين كبروا)، ولكى تمر هذه المرحلة المهمة بكل سلام وبدون مشاكل إليك عزيزتى الأم هذا.

يعد الفطام خطوة مهمة ، ولذلك فمن الضرورى أن تقوم هذه المرحلة على عدد من المبادئ التى ينبغى الالتزام بها لتجنب بعض المشكلات الصحية للأم والطفل معا، فعلى الأم أن تدرك مدى أهمية الرضاعة الطبيعية قبل الإقبال على فطام طفلها.

حتى يكون قد أخذ كفايته من لبن أمه، والذى يعد نعمة ثمينة حباها الله للأسرة كافة فهو غذاء مكتمل، ووقاية من الأمراض والتلوث، وراحة ومتعة للأم والطفل، فمن فوائد الرضاعة الطبيعية أن لبن الام يعتبر أكثر الأغذية ملاءمة للرضيع.

كما أنه يلعب دورا مهما فى حماية الطفل من الالتهابات، والعدوى بالجراثيم والميكروبات، وكذلك تقوى أواصر الأمومة بين الأم وطفلها، ومن هنا ينبغى ألا تقدم الأم على فطام طفلها قبل أن تتم رضاعته بشكل كاف حتى وإن أدخلت الأم وجبات خارجية بجانب الرضاعة الطبيعية.

فطام مثالى

والفطام فى منظار الصحة النفسية للطفل هو مجرد تحول فى أسلوب الغذاء، فالفطام يعرف بأنه إدخال طعام خارجى مع لبن الام، وهو بالإضافة لهذا يعد تطورا نفسيا لكل من الأم ورضيعها، وهذا التطور ضرورى لنمو ذاتية الرضيع وتفتح شخصيته.

لذا فمن المستحسن أن يبدأ التدريب على الفطام تدريجياً، وهو ما تؤكده الدكتورة عزة عبد الشهيد أستاذ صحة الطفل بالمركز القومى للبحوث: حيث ترى أنه ليس هناك سن معينة للبدء بفطام الطفل، ولكن من المستحسن البدء بالفطام تدريجيا والإعداد له منذ الشهر الرابع والخامس، حيث تعمد الأم لإعطاء الطفل قليلاً من الحليب بواسطة الملعقة أو الكوب.

وتهيئته لتناول الحليب والسوائل الأخرى من الكوب، وعادة ما يكون العمر المناسب لبداية هذا الفطام التدريجى ما بين أربعة وستة أشهر، فخلال الفترة من الشهر السادس حتى نهاية السنة الأولى يجب أن تنظم الام تغذية طفلها بحيث يحصل على4 وجبات إضافية مع 3 رضعات من الام، الأولى صباحا، والثانية ظهرا، والثالثة قبل أن ينام فى المساء.

ويتم الاستبدال تدريجيا لبعض الوجبات من الرضاعة الثديية بإعطاء الطفل وجبات بواسطة الملعقة والكوب، ويستحسن أن تكون هذه الوجبات مختلطة فتنتهي بالرضاعة الثديية، حيث ًتبدأ الأم بإسقاط وجبة واحدة في الأسبوع الأول من الفطام، ثم تعمد في الأسبوع الثاني إلى إسقاط وجبة ثانية من الرضاعة.

وكذلك في الأسبوع الذي يليه تسقط وجبة أخرى حتى يتم فطام الطفل بفترة تتراوح بين شهر واثنين، وربما على فترة زمنية أطول، ولا يهم أيا من الوجبات التي يجب استبدالها أولاً، ولكن من الطبيعي ترك وجبتي الصباح وما بعد المساء توفيرا للجهد الذي يتطلبه إعداد الوجبة، على أن يتم التبادل بين الوجبات.

فتكون وجبة يتناولها الطفل بواسطة الرضاعة الثديية وتليها وجبة أخرى مستبدلة، على أن يتم إنهاء الوجبة المستبدلة بقليل من الرضاعة الثديية، وبذلك فإن الفطام يجب أن يبدأ بشكل جزئى حتى يتم الطفل عامه الثانى، وهنا يمكن للأم أن تنتقل بسهولة للفطام الكلى، حيث يستطيع الطفل الاعتماد على لبن الحليب مع الوجبات الخارجية.

نصائح غالية

أما عن مرحلة الفطام الكلى التى تقبل عليها الام بعد أن قامت بتدريب رضيعها على الاستغناء تدريجيا عن ثدييها من خلال تقليل عدد مرات الرضاعة تدريجيا، لأن ذلك يمكنها بسهولة أكثر من فطام أطفالها، وذلك من أجل نمو ذاتية طفلها ودخوله عالم (الذين كبروا).

فتوضح الدكتورة عزة عبد الشهيد انه ينبغى ألا يفطم الطفل كليا قبل نهاية عامه الثانى لقول الله تعالى: {وفصاله فى عامين}.

كما نقدم لكى عزيزتى الأم بعض النصائح لابد من مراعاتها عند بداية فطام طفلك، وهى كما قلنا مسبقا يجب آلا يبدأ الفطام سريعا دون تدرج، وكذلك تجنبى بداية الفطام الكلى خلال الشهور الصيفية، وذلك حتى تقى طفلك خطر الإصابة بالنزلات المعوية أو الاضطرابات الهضمية.

كما ينبغى أن يكون الطفل بصحة جيدة، فيجب ألا يبدأ الفطام مع طفل يعانى من أية أمراض مثل الهزال أو سوء تغذية أو النزلات المعوية أو الحمى.

كما ينبغى على الام مراعاة النظافة، وذلك لأن الطفل سينتقل من مصدر واحد للتغذية سواء حليب الأم المعقم، أو الحليب الصناعى، إلى مصادر أخرى عديدة ومتنوعة، يسهل تلوثها، لذا يجب على الأم غسل اليدين جيدا قبل تغذية الطفل، وغسل آنية الطعام جيدا، وحفظ الطعام بعيدا عن مصادر التلوث.

وكذلك من الأفضل أن تنتظر الأم حتى يفهم طفلها ما يحدث فيمكنها حينئذ أن تشرح له أنه قد كبر، وحان الوقت للإقلاع عن الرضاعة، ونحدر الام من أن تضع مادة مرة على حلمة الثدى أو حلمة الببرونة فى حالة الرضاعة الصناعية، لأن استخدام هذه الطريقة لفطام الطفل قد لا تجدى.

فبعض الأطفال يستمرون فى الرضاعة رغم الطعم المر، ومن الضرورى أن تكونى حاسمة إذا توقفت عن إرضاعه أو إعطائه الببرونة، فلا تتراجعى وتعطيها له مرة أخرى لأن ذلك سيوصل لطفلك رسالة خاطئة، ينبغى أن تجعليها روتينا لوقت النوم فرضعة ما قبل الليل من أصعب الرضعات التى يمكن أن تجعل نوم طفلك هادئا.

ولكن الكثير من الأطفال يهدأون ويستسلمون للنوم بعد حمام دافئ، وحدوتة، وإذا لم تفلح هذه الطرق مع طفلك فقليل من المشى به فى عربته الخاصة أو هزه فى الفراش أو الكرسى الهزاز عادةً ما يجعله يستغرق فى النوم.

وعليك أيضا عزيزتى الأم قضاء الكثير من الوقت القيم مع طفلك فى هذه الفترة الصعبة من حياته، فلا يجب أن يشعر بأنه يفقدك أنت أيضاً مثلما يفقد الثدى والببرونة، فبعض الأمهات يتركن أطفالهن لفترات طويلة مع قريبات تثقن بهن وذلك للتغلب على الفترة الصعبة الأولى.

وهن لا يدركن أن الانفصال المفاجئ عن الأم يمكن أن يؤدى إلى ضغط نفسى كبير على الطفل إلا إذا كان الطفل معتاداً على ذلك الشخص، فإن الضغط النفسى الذى يتعرض له الطفل بسبب التوقف عن الرضاعة يكفى ولا يحتمل الطفل ضغطا نفسيا آخر ببعد أمه عنه.

برنامج صحى نموذجى

والآن عزيزتى الأم تعالى معا شهرا بشهر وخطوة بخطوة نتبع فطاما صحيا نموذجيا، ويمكن تقسيمه بالشهور لسهولة التطبيق، ونبدأه من الشهر الرابع إلى الخامس، فيمكن للام خلاله إدخال بعض الأغذية بالإضافة للرضاعة الطبيعية مثل الزبادى منزوع الدسم، البسكويت، المهلبية.

ويتم ذلك باستبدال رضعتين: الأولى بأكلة مهلبية ، فهذه الوجبة ستمد الطفل بمواد الطاقة وعنصر الكالسيوم اللازم لظهور الأسنان، وذلك بالإضافة إلى البروتين وفيتامين (أ)، مما يساعد الطفل على النمو وتكوين العظام.

والوجبة الثانية بأكلة زبادى مع بسكويتة خفيفة، أما فى الشهر السادس فيمكنها إدخال الفواكه المهروسة، الخضار المهروس، العسل الأبيض، والأرز، ويراعى تقشير الفواكه والخضراوات بعناية، وتنقيتها من البذور، وتفرم وتهرس جيدا ويضاف إليها القليل من الملح والليمون، ويتناولها الطفل دافئة ليكون طعمها مرغوبا لديه.

وفى الشهر السابع نبدأ بإدخال اللحوم (البيضاء والحمراء)، والكبد مرتين أسبوعيا على الأقل، لأنها تمد الطفل بكمية من البروتين وفيتامين (أ) اللازم لبناء الخلايا لأن الطفل فى هذه المرحلة ينمو نموا سريعا.

بالإضافة إلى عنصر الحديد الذى يرفع نسبة الهيموجلوبين فى دم الطفل، وكذلك الجبن القريش، والمربى بالإضافة إلى ما سبق.

مع مراعاة أن هذه الأصناف لا تقدم للطفل دفعة واحدة بل تقدم واحدة بواحدة فتبدأ بما يستسيغه دون ظهور أية أعراض جانبية ثم ينقل إلى الصنف الثانى فالثالث وهكذا.

فتبقى خمس وجبات منها رضعتان صافيتان، وحينما يبدأ الشهران الثامن والتاسع تضاف اللحوم الحمراء مع الخضار وبعض الأرز أو العدس، بحيث يهرس الخضار بالشوكة، ولا يصفى حتى يتعود الطفل على الآكل سميك القوام بالملعقة.

أما البقول فيجب أن تكون خالية من القشور حتى يمتصها الجسم وتضاف إليها قطعة من الخبز، ونقطة زيت وتهرس جيدا حتى تصبح سائلة، ويراعى أن تكون البداية بحبة فول واحدة، ثم حبيتين.

وهكذا لكى نتحاشى إصابة الطفل بأنيميا الفول التى تظهر على الطفل فى صورة شحوب، وميل لون الوجه والشفتين إلى اللون الأبيض، وتغير لون البول إلى الأحمر، لأن كرات الدم الحمراء تتكسر وتنزل مع البول، وهذا لا يحدث إلى عند بعض الأطفال فقط، مما يستدعى استشارة الطبيب والذى ينصح بعدم إعطاء الطفل الفول أو العدس أو البقوليات بشكل عام.

وفى الشهور من العاشر حتى الثانى عشر يبدأ تناول أصناف طعام الأسرة العادى، واللبن، مع حليب الام بحيث تبقى هناك رضعة واحدة صافية، ويفضل أن تبدأ محاولة استعمال الكوب لشرب اللبن.

أما بعد الشهر الثانى عشر فيعتمد الطفل على نفس نوع الغذاء السابق، ولكن تصبح الوجبات أربعا، وبالنسبة للرضاعة تستمر رضعة واحدة حتى الفطام الكامل، حسب رغبة الطفل، ولن تجد الأم حينئذ مشكلة فى سحب الرضعة الوحيدة بالتدريج.

الفطام الفجائي

وبسؤال الدكتورة آمال رخا أستاذ مساعد بالمعهد القومى للتغذية عن الفطام الفجائى فتقول أنه لا ينبغى على الام أن تلجأ لهذا النوع الخطير من الفطام إلا فى حالات استثنائية، وذلك لانه ليس هناك ما يعوض الطفل عن حقه فى الرضاعة الطبيعية.

كما أن بعض الحالات التى تتخذها بعض الأمهات ذريعة للتوقف عن إرضاع أطفالهن طبيعيا، هى فى الحقيقة لا تستدعى ذلك، مثل الإصابة بالتهابات الثدى فهذه الالتهابات لا تأتى فجأة.

كما أنها تصيب أحد الثديين فعلى الأم أن تلاحظها مبكرا ليتم علاجها بسهولة وفى وقت قصير، وكذلك حتى فى ظروف حمل الام المرضعة لانه يمكن للأم إرضاع طفلها لمدة معينة من الشهور حتى يتم تدريبه على تناول وجبات خارجية.

فعليها أن تدرك أن لبن الحليب الخارجى قد يضر بالسن الصغيرة، حيث تزيد فيه نسبة الدهون عن حاجة الطفل لذا يجب عند الاضطرار إلى استعماله أن يلاحظ تأثيره على الطفل.

كما يجب ألا يعطى أكثر من صنف واحد للطفل، ويستمر عليه لمدة ثلاثة أيام فى الأسبوع وبكمية قليلة، ويجب إعطاؤه هذا الصنف الجديد فى فترة النهار لرؤية مدى تأثيره على الطفل، ولذلك اضطرار بعض الأمهات إلى هذا النوع من الفطام يكون لاسباب طبية شديدة.

وذلك بعد استشارة الطبيب الذي يقرر ذلك ويرى أن استمرار الرضاعة الطبيعية يحمل مخاطر لصحة الطفل، وقد يعود سبب هذا النوع من الفطام عادة لسبب طارئ كسفر الأم مثلاً أو لإصابتها بمرض خطير يمنعها من متابعة إرضاع طفلها.

لأنه سوف يسبب إزعاجاً للام بسبب امتلاء الثديين بالحليب وانتفاخهما واحتقانهما، وللتغلب على هذه المشكلة بواسطة التدليك وإراحة الثديين بضخ الحليب أو بتناول دواء يصفه الطبيب.

إرشادات غذائية

وتختتم الدكتورة عزة عبد الشهيد حديثها بعدد من النصائح الغذائية العامة للأم لمساعدتها فى فطام طفلها، ومن أهمها إعطاء الوجبة الجديدة للطفل بشكل تدريجي حتى يصل إلي الكمية المطلوبة ولتجنب ظهور أعراض جانبية.

وكذلك إعطاء الوجبة الجديدة عندما يكون الطفل جائعا حتى يتقبلها، ومن المهم إعطاء الطفل وجبة جديدة واحدة في اليوم لملاحظة قابليته للحساسية والإسهال، وكذلك على الأم الاهتمام بالبروتينات لأنها تؤثر علي نموه العقلي بدرجة كبيرة.

كما يجب الابتعاد عن أصناف محددة من الأطعمة لأنها تسبب الارتباك المعوي للطفل: البطيخ – الشمام – المانجو – الخيار، وكذلك تجنب إعطاء الطفل المشروبات والمأكولات المثلجة، لما تسببه من اضطرابات معدية ومعوية.

بالإضافة لاحتوائها على الكافيين الذى يسبب الأرق، وكذلك تجنب إعطائه الأغذية المحفوظة، للسبب ذاته، بالإضافة لاحتوائها على المواد الحافظة الضارة بنمو أجهزة الطفل مثل الكبد والكلى، وأيضا تجنب إعطائه لحوم الحيوانات الصدفية مثل الجمبرى وأم الخلول، لما تسببه من الإسهال والقىء والحساسية الجلدية.

وعند امتناع الطفل عن تناول نوع معين من الأطعمة، ينبغي عدم الإصرارعلى إعطائه إياه في نفس الوقت حتى لا يكره الطفل الطعام، فربما يكون به مانع مرضى مثل التهاب اللثة، أو التهاب الحلق، علي أن تعاود المحاولة بعد أسبوع أو أكثر.

كما يجب أن تتجنب الأم إعطاء طفلها التوابل والبهارات والمكسرات وزلال البيض والأطعمة الدهنية الدسمة حتى نهاية عامه الأول، ومن المعروف أن افضل الفواكه المناسبة للطفل هى الكمثرى والموز والبرتقال والتفاح لأنها سهلة الهضم.

ويراعى عدم إعطائها بين مواعيد الوجبات وكذلك الشيكولاته حتى لا تفسد الشهية، وأيضا تقدم الدكتورة آمال رخا عددا من النصائح الغذائية التى أعدها خبراء التغذية بالمعهد القومى للتغذية حتى يمكن لكل أم إعداد طعام طفلها فى عامه الأول دون عناء، وهى أهمية تقديم الأم لأنواع جديدة من الطعام لطفلها حيث لا يكفيه اللبن وحده، ولكن لا تقدمى أكثر من صنف واحد فى اليوم الواحد.

ولا ترغميه على تناول طعام لا يفضله، ولكن يمكن معاودة التجربة بعد مرور أسبوعين، ولابد أن تجعلى طفلك يدرك كيفية استخدام الملعقة حتى تكون عملية الفطام سهلة.

كما يجب أن يحتوى غذاء الطفل على العناصر الغذائية مثل البروتين والفيتامينات والدهون. ومن الضرورى تفادى تقديم الام للحلوى والمشروبات بين الوجبات حتى تتأكد من أن طفلها تناول طعامه جيدا، وأحذرى أن تتركيه وحده والطعام بين يديه.
مرحلة الفطام:

يُعتبر حليب الأم غذاء كاملا للطفل خلال الأربعة إلى الستة أشهر الأولى من عمره.. ولكن بعد هذه المرحلة يجب مساعدة حليب الأم بأغذية إضافية في حين يجب الاستمرار بالإرضاع الطبيعي إلى مرحلة متقدمة من السنة الثانية والأفضل حتى نهايتها.. إن البدء بإدخال أغذية أخرى إضافية إلى حليب الأم في وجبات الطفل الرضيع يُدعى بالفطام التي تعني تعويد الطفل الرضيع على أغذية أخرى.. ويتعرض الطفل خلال فترة فطامه إلى خطرين أساسيين: يكمن الأول بالحقيقة أن معظم أغذية الفطام الأولى مائية القوام وتحوي كميات اقل من الطاقة والمواد المغذية بالمقارنة مع الحجم نفسه من حليب الأم، والثاني زيادة احتمال تعرض الطفل للإصابة بالأمراض الإنتانية ولا سيما الإسهال.. وفي معظم المجتمعات يُمنع الطفل من تناول الكثير من المواد الغذائية لدى إصابته بالإسهال مما يزيد من احتمال تعرض الطفل لسوء التغذية.. إن الهدف العام من رعاية الطفل أثناء مرحلة الفطام هو تحسين نوعية الغذاء الذي يقدم له في هذه المرحلة ووقاية الطفل من الإصابة بأمراض الإسهال.



أهداف الفطام السليم:

- تجنب الفطام المفاجئ

- تحسين القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية

- تأكيد إتباع شروط النظافة العامة

- تجنب منع الطعام عن الطفل المصاب بالإسهال

- التشجيع على المباعدة بين الحمول

عليك عزيزتي ألام بتجنب الفطام المفاجئ:

إن أنواع الأطعمة الجديدة على الطفل يجب أن يقدم له بكميات صغيرة في البداية وذلك حتى يعتاد الطفل على مذاقها الجديد كما يجب أن تكون مائعة القوام لعدم مقدرة الطفل في هذه المرحلة على المضغ.. إن الفطام المفاجئ ممارسة خطرة على الطفل لأنها تؤدي إلى تحول وارده الغذائي بصورة تامة من طعام مغذٍ عالي القيمة (وهو حليب الأم) إلى طعام سائل منخفض القيمة الغذائية غريب المذاق.. لذا يجب أن يكون الفطام عملية تدريجية تقدم فيها وعلى مراحل إحدى أطعمة الفطام بالتدريج ثم تُشارك بطعام آخر وهكذا بالتدريج حتى يصبح الوارد الغذائي من أطعمة الفطام جيدا ومناسبا للطفل ونموه ودائما بمشاركة مع حليب الأم الذي يبقى الغذاء الأساسي للطفل ولا سيما في المراحل الأولى من إدخال أطعمة الفطام.. وعند البدء بأطعمة الفطام يجب أن تٌقدم الوجبة مرة أو مرتين باليوم وذلك بعد الإرضاع الطبيعي وبعد اعتياد الطفل على تلك الوجبة يمكن تقديم وجبة من نوع آخر مناسبة لعمر الطفل واحتياجاته الغذائية وتذوقه لها..



ويمكنك إتباع الخطة التالية لتغذية الطفل في مرحلة الفطام:



4 - 6 أشهر:

- متابعة تغذية الطفل بحليب الأم كغذاء أساسي.

- إدخال وجبة مطبوخ مسحوق الأرز أو القمح (الحريرة) بعد إحدى الرضعات وتقدم للطفل بالملعقة.

- بعد اعتياد الطفل على الوجبة السابقة (مذاقها وطريقة بلعها) تقدم كميات صغيرة من أغذية طرية أو سائلة أخرى مثل الجبنة الطرية واللبن والفواكه المسحوقة وصفار البيض والبطاطا المسلوقة والمسحوقة...الخ

6 - 7 أشهر:

- متابعة تغذية الطفل بحليب الأم كغذاء أساسي.

- زيادة تركيز المواد الغذائية والطاقة التي توفرها وجبة مسحوق الحبوب عن طريق إنقاص كمية الماء بتحضيرها أو إضافة الحليب عوضا عن الماء عند التحضير وبإضافة ملعقة صغيرة من الزبدة أو السمنة أو زيت الزيتون إلى الوجبة.

- إضافة وجبات غنية بالمواد البروتينية مثل: البقول المسحوقة والمسلوقة كالبازلاء والفاصولياء والحمص ولحم الضأن أو السمك المسلوق جيدا والمسحوق وحليب البقر أو الجبنة الطرية أو اللبن الممزوج جيدا مع مادة دسمة كالزيت أو الزبدة.

- إدخال الأغذية الغنية بالفيتامينات والحديد كمسحوق مسلوق الجزر والسبانخ والفواكه بأنواعها حيث يُعتبر الجزر والخضار الخضراء مصدرا جيدا للفيتامين (أ).. كما أن الفواكه بأنواعها غنية بالفيتامين (ث) كما أن الحبوب ولا سيما العدس والسبانخ غنية بالحديد ولكن يجب أن يرافقها بروتينا حيوانيا لزيادة امتصاصه (البيض مصدر جيد للبروتينات الحيوانية) ويفيد التعرض للشمس بتامين احتياجات جسم الطفل من الفيتامين (د).

بعد اكتمال السنة الأولى:

- يبقى حليب الأم غذاء ضروريا للطفل ويمكن إنقاص كميته استعدادا للتوقف عن الإرضاع الطبيعي بصورة تدريجية نحو نهاية السنة الثانية من الحياة.

- تُقدم الأغذية نفسها التي ذُكرت في فقرة عمر 6-7 أشهر ولكن يُطبخ الغذاء ليكون أكثر كثافة ويُقدم للطفل بوجبات اكبر.. ويمكن التوقف عن الإرضاع الطبيعي بصورة سليمة ودون خطر على حالة الطفل الغذائية إذا كان يتناول الأغذية التالية: الأغذية الغنية بالبروتينات كحليب البقر واللبن مع الزيت والجبنة الطرية يوميا، البيض ولحم الضأن أو السمك عندما يكون متوفرا، البقول الغنية بالبروتينات كالبازلاء والفاصولياء والعدس يوميا، والأغذية الغنية بالفيتامينات كالفواكه والخضار الخضراء القاتمة، والأغذية الغنية بالطاقة وهي كافة الأغذية الغنية بالمواد السكرية (النشوية) والمواد الدسمة.

إن المبدأ الذي يجب مراعاته عند تحضير أغذية الفطام هو تنوع المواد الغذائية بحيث يضمن توازن محتواها من المواد الغذائية المختلفة (بروتينات، طاقة، فيتامينات، أملاح معدنية).. كما يجب الانتباه لصغر حجم معدة الطفل وبالتالي أهمية تكثيف وجبات الفطام (مائعة القوام) قدر الإمكان بحيث تكون عالية القيمة الغذائية وتقديم هذه الوجبات بكميات صغيرة ولكن متكررة في اليوم.. وعندما يبدأ الطفل تناول أطعمة مائدة العائلة يجب تخصيص طبق خاص للطفل لمعرفة حجم الطعام الذي تناوله الطفل للتأكد من انه قد تناول كمية مناسبة أثناء الوجبة.

من أهم أسباب الفطام المفاجئ الحمل التالي وذلك لمعتقدات خاطئة شائعة.. فقد أثبتت الدراسات إمكانية متابعة إرضاع الطفل من ثدي الأم الحامل حتى تشعر بحركات الجنين (أي في الأسبوع 16 - 18 من الحمل) وذلك لصغر احتياجات الجنين الغذائية في المراحل الأولى من الحمل.. وهذه الحقيقة تترك للام فترة كافية منذ تشخيص حملها لكي تقوم بالإجراءات المناسبة لفطام طفلها التدريجي قبل تقدمها في الحمل التالي.. والفطام المفاجئ خطر على صحة الطفل ويجب دائما التخطيط لعملية الفطام بتقديم أغذية الفطام الإضافية إلى حليب الأم وبصورة تدريجية ومنتظمة.. ولا يمكن النصح بالتوقف عن الإرضاع الطبيعي إلا في حال اعتماد الطفل بصورة جيدة على أغذية الفطام المتوازنة وذلك في مرحلة متقدمة من السنة الثانية من حياة الطفل.



تحسين القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية:

يبدأ الفطام في كثير من المجتمعات بتقديم مطبوخ مسحوق الحبوب (الأرز مثلا) للطفل والذي يشكل الماء (85%) من تركيبه.. ولما كان هذا النوع من الوجبات لا يوفر الاحتياجات الغذائية اللازمة للطفل الذي هو في طور النمو والتطور، كان لا بد من متابعة الإرضاع الطبيعي لارتفاع القيمة الغذائية لحليب الأم بالإضافة إلى أطعمة الفطام الابتدائية التي تزيد قليلا من الوارد الغذائي للطفل. كما يمكن تحسين القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية بإضافة الأغذية الغنية بالطاقة لها كالزبدة أو السمن أو زيت الزيتون.. كما أن استبدال الماء بحليب البقر لدى تحضير تلك الأغذية يمكن أن يزيد من قيمتها الغذائية أيضا. لزيادة القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية يمكن إضافة ملعقة من الزيت أو السمن أو الزبدة لكل وجبة من هذه الأطعمة أو إضافة الحليب أو البيض لها.



إتباع شروط النظافة العامة:

يجب التأكيد على إتباع شروط النظافة العامة لدى تحضير أغذية الطفل.. وعندما تكون الظروف البيئية المحيطية تعيق ذلك فلا بد من تقديم وجبات الطفل طازجة والابتعاد عن حفظها لتقديمها للطفل في وقت لاحق نظرا لسهولة تعرضها للتلوث وبالتالي سهولة تكاثر الجراثيم في الأغذية غير المحفوظة في أجهزة التبريد أو في مكان معزول عن الحشرات.. لذا على الأم غسل يديها جيدا عند تحضير غذاء الطفل وإطعامه وعدم ترك هذه لمهمة لأطفال آخرين في الأسرة.. إن الغذاء الملوث هو أكثر الأسباب المؤدية لأمراض الإسهال عند الأطفال.



تجنب منع الطعام عن الطفل المصاب بالإسهال:

تنتشر في كثير من المجتمعات ممارسة منع الطعام عن الطفل لدى إصابته بأمراض الإسهال.. ويجب دائما متابعة الإرضاع الطبيعي أثناء إصابة الطفل بالإسهال كما يجب زيادة كمية وجبات أغذية الفطام لانخفاض نسبة الامتصاص المعوي في هذه الحالة. إن حمية الطفل عن كثير من الأطعمة لدى إصابته بأمراض الإسهال وغيرها هي سبب شائع للإصابة بسوء التغذية.



التشجيع على المباعدة بين الحمول:

يساعد الإرضاع الطبيعي على تثبيط الإباضة وبالتالي تأخير حدوث الحمل بعد الولادة عند بعض الأمهات المرضعات.. ولتحقيق هذا الأثر في تثبيط الإباضة لا بد من إرضاع الطفل بصورة متكررة (أكثر من 6 مرات باليوم) ليلا ونهارا وحسب طلب الطفل ولمدة لا تقل عن عشر دقائق لكل رضعة.. ولدى إدخال أغذية الفطام يصبح الطفل اقل جوعا وإقبالا على الرضاعة الطبيعية مما يزيد احتمال حدوث الحمل في هذه المرحلة.. لذا فمن الضروري تنبيه الأم وزوجها حول هذه الحقيقة وأهمية استخدام إحدى وسائل تنظيم الأسرة لتجنب حدوث الحمل في مرحلة باكرة من عمر الطفل الحالي.. يجب استعمال موانع الحمل اعتبارا من الأسبوع السادس بعد الولادة وعدم تأخير ذلك ولا سيما بعد بدء الطفل بتناول أغذية الفطام.

ليست هناك تعليقات: